روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الإختلاط...ودعوى التخلف!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الإختلاط...ودعوى التخلف!!


  الإختلاط...ودعوى التخلف!!
     عدد مرات المشاهدة: 1957        عدد مرات الإرسال: 0

إن من القضايا المعاصرة التي أخذت زخماً إعلامياً واسعاً، وتكلم فيها الرويبضة ورفع عقيرته حتى بلغ السيل الزبى هي قضية الإختلاط تلك القضية التي تطرح في كل مناسبة وغير مناسبة وكأننا إذا إختلط رجالنا بنسائنا سنصبح في مصاف الدول المتقدمة بين عشية وضحها!!

إن العاقل ليقف متعجبا من مغالطات وتعسُّف بعض الإعلاميين في ربطهم بين التخلف الذي نعيشه ومنع الإختلاط، ولست أدري ما الرابط بينهما إلا لحاجة في نفوسهم وهذه الشنشنة نعرفها من أخزم ليست وليدة اليوم فهم يدندنون حولها منذ عشرات السنين.

ولنا أن نتساءل -نحن البسطاء- لعلنا أن نجد جوابا مقنعا لدى أساطين الثقافة والفكر: لماذا الدول العربية والإسلامية التي أقرَّت الإختلاط منذ عشرات السنين مازالت ترزح تحت وطأة التخلف وتُصنَّف في دائرة دول العالم الثالث؟!

أليس سبب التخلف الذي نعيشه كما يزعمون هو تشددنا في جانب المرأة؟! وأن النساء مجرد أفاه تأكل ولا تنتج!! لماذا إذن لم يتقدم هؤلاء الذين فتحوا الباب على مصراعيه أمام المرأة لتصارع ظروف الحياة ومشاقها؟!

إن هذا التسطيح الفكري الذي يمارسه هؤلاء الإعلاميون نوع من الإستخفاف بعقول الناس، ولا أظن أحداً يقرأ مثل تلك المقالات يشكُّ في كذب كاتبها وضحالة ثقافته.

وإلا كيف يصدِّق من أعطاه الله عقلا أن سبب تقدم الغرب وتفوقه التكلنوجي إختلاط الرجال بالنساء.!! ولا أدري لماذا هؤلاء المثقفون!! -إن صحة التسمية- يصرون على جرِّ المجتمع المسلم إلى الوحل الذي تمرغ فيه الغرب وبان له فساده!

أعتقد أن ما يسمُّون بالمثقفين العرب مصابون بحوَلٍ فكري إذ لا يعجبهم من الحضارة الغربية إلا التفسُّخ والعريّ ونحر الفضيلة وطمس معالمها، أما الرقيِّ الحضاري والتقدم التقنيِّ فهو ليس في قاموسهم، لأن أساتذتهم في الغرب يريدون للأمة الإسلامية أن تُوغل في التخلف لتكون سُوقا مربحة لمنتجاتهم الصناعية..

وقد حفظ لنا التاريخ وحشية الانجليز إبان إستعمارهم للهند، فقد وصلت الوحشية إلى قطع أصابع الفتيات الهنديات حتى لا يقمن بعمل الحياكة لأن الحياكة عمل لا ينبغي أن يتم إلا في مانشستر، وكذا فعل الفرنسيون في لبنان أيام الاستعمار حيث منعوا إستيراد المعدات والآلات الزراعية وأمروا بقطع أشجار التوت عندما أصبحت صناعة الحرير اللبنانية تنافس صناعة الحرير الفرنسية!!

فلماذا إن كان هؤلاء المثقفون!! حريصين على الرقيِّ بالأمة لا يطرحون مواضيع جادة؟!! بدلا من الهرطقة التي سوَّدوا بها صفحات الصحف وأشغلوا بها الغيورين على أمتهم.

 

الكاتب: موسى بن ذاكر الحربي.

المصدر: موقع ياله من دين.